فصل: المبحث الثالث: إيذاء اليهود للمسيحيين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام (نسخة منقحة)



.المبحث الثالث: إيذاء اليهود للمسيحيين:

إن إيذاء اليهود لم ينحصر في فساد المسيحية كدين، حتى تعداه إلى إيذاء المسيحيين كشعوب، فيما قدروا عليه- بصورة أو أخرى، علانية مرة وفي الخفاء مرات، وفي جانب الحروب حينا، وفي السلم أحيانا أخرى.
كما رأينا كيف كان اليهود من وراء الثورات والحروب في أوربا وأمريكا، ولا يزالون، وإن ما حدث في أمريكا بتاريخ 11سبتمبر، سنة 2001م المسمى (باليوم الأسود) في تاريخ أمريكا، لن تبعد عنه الأصابع اليهودية بحال ليكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة، بدأت بأفغانستان.
وإن إيذاء اليهود للمسيحيين ليس مستنبطا من الأحداث فحسب، بل هو مصرح به على لسان قادة اليهود، وإليك أمثلة على ذلك:
ما قاله المفتش الروسي اليهودي (شارسكي Lunacharshy) حين كان يقارن لطلابه بين العقيدة الشيوعية والمسيحية: نحن نكره المسيحية والمسيحيين، حتى أحسن واحد فيهم يجب أن ننظر إليه كأسوأ أعدائنا، إنهم يعظون عن الرحمة ومحبة الجار، وهي ضد مبادئنا وعكسها تماما، المحبة المسيحية حجر عثرة في طريق الثورة، لتسقط محبة الجيران، نريد كراهية وحقدا، علينا أن نتعلم كيف نكره ونحقد، وحينئذ فقط يمكننا السيطرة على العالم.
وكتب الحاخام (ليون سبتز) في جريدة العبري- 1 مارس 1946م، يقول: بأن على اليهود أن يسحقوا كل من يمقتهم ويكّن لهم البغضاء... عليهم أن يملئوا السجون بالمسيحيين الذين لا يحبونهم.. عليهم أن يملئوا مستشفيات المجانين بهؤلاء المخبولين......
وقال اليهودي (م. ليفي)- سكرتير جمعية الأحرار اليهود العالمية في كاليفورنيا- وهو يتحدث عن المسيحية والمسيحيين في أغسطس 1946م: إن المسيحيين الخوارج الكفرة الذين يدعون بأنهم أصحاب الحق الأقدس، قد ساروا في الطريق الخاطئ، ونحن أصحاب العقيدة اليهودية قد جاهدنا قرونا طويلة لندخل في عقول أولئك أن المسيح لم يوجد على سطح الأرض إطلاقا، وأن قصة العذراء كانت وستظل كاذبة، وحين تتم لنا السلطة الكاملة في أمريكا لا بد من أن نضع نظاما جديدا للتعليم نثبت فيه أن الإله (يهوه) هو الذي يجب أن يعبد، وأن قصة المسيح زيف وبهتان، وبهذا نمحو المسيحية...
وقال الحاخام (Benamozegh)... اليهودي لا يقنع بهزيمة المسيحية، بل يريد تهويد أتباعها، إنه يحطم العقيدتين الكاثوليكية والبروتستنتية، إنه يثير الخلافات ويفرض إرادته على العالم من حيث الأخلاق وأساليب الحياة، يفرضها على أولئك الذين قضى على عقائدهم، إنه يعمل في سبيل هدفه الأزلي... محو دين المسيح.
وتستمر سياسة العداء اليهودي للمسيحية وللناس كافة على رغم كل الذي عملته الشعوب المسيحية من أجل اليهود وأطماعهم.!!
[الأفعى اليهودية، صـ65- 67 بتصرف].
لقد وقف الحاخام (عمانوئيل رابينوفتش) بتاريخ 12 يناير 1952م ليلقى خطابا خطيرا في مجلس الحاخامين المنعقد في (بودابست)، يعتبر امتدادا لمحاضر جلسات حكماء صهيون التلمودية، فقال: لقد دعيتم إلى هنا للبحث وإعادة النظر في الأهداف الأولى لمنهاجنا الجديد، وكما تعلمون كنا قدرنا أنه لا بد من مرور عشرين سنة لكي نهضم المنافع والأرباح التي جنيناها من الحرب العالمية الثانية، وقبل أن تقوم الحرب الثالثة، بيد أن نشاطنا وتأثيرنا في مختلف مجالات الحياة عند (الجنتايلز) يدفعنا إلى الإسراع بإعلان الحرب الثالثة لأنها طريقنا إلى أهدافها النهائية في حكم العالم، ويومها أعدكم أن كل يهودي يصبح ملكا وكل من عدانا يكون أسيرا (تصفيق) لا بد أنكم تذكرون شركات الدعاية التي سخرناها منذ سنة 1930م لتحريك العداوة بين ألمانيا وأمريكا، وكيف ولدت تلك الخطة الحرب العالمية الثانية، ونحن نسير اليوم على الخطة نفسها لنثير العداوة بين روسيا وأمريكا، ونجبر كافة الشعوب الصغيرة على الانضمام لأحد الطرفين.. وستكون الحرب الثالثة أشد هولا من الحروب الماضية، وستبقى إسرائيل محايدة بطبيعة الحال، وبعد دمار وهلاك الطرفين المتحاربين نبرز وسطاء للصلح والتحكيم، ونرسل هيئات الرقابة إلى جميع البلدان المدمرة، ونحكم الكرة الأرضية بلا رقيب ولا حسيب..... لن يبقى دين فوق الأرض غير ديننا، إذ بقاء الأديان سيكون خطرا دائما لكيان حكمنا، نحن الروحانيين!! سنفني الأديان ونظل محتفظين بديننا متمسكين بشعار قومنا الخالد وهو الشريعة العبرانية الموروثة ومعتقداتها التي لا تتبدل ولا تمس.... وسوف نتشدد في قوانين الزواج لنحول دون زواج اليهودي واليهودية من غير اليهود.. ولابد من أن نقوم بإعدام عدد من كبار الرجال الذين خدمونا في روسيا وأمريكا على السواء، بموجب وثائق تدينهم... وقد نضطر للتضحية بعدد من إخواننا اليهود كما فعلنا مع (هتلر)، ولا بأس من تضحية بالجزء لينتصر الكل، ونسود العالم بثمن زهيد جدا...
وأصرح لكم أننا قد نستعمل مخترعات الرجل الأبيض سلاحا ضد أنفسهم، ونستخدم أجهزة الدعاية لتعكس رغبتنا، ومصانعهم لتهيئ الآلات التدميرية التي يهلكون بها أنفسهم... ارجعوا إلى بلادكم بنشوة تصوركم يوم النصر الختامي، وعاضدوا أثركم الطيب (إسرائيل) انتظارا لليوم الذي تظهر فيه عظمتها وتسطع نورا يضيء العالم....
[الخطر المحيط بالإسلام، الجنرال جواد رفعت اتيلخان ترجمة وهبي عز الدين، صـ 273- 277، بغداد/ 1965م، ورسالة مصر عدد 15- 12- 1955م. نقلا عن: الأفعى اليهودية، صـ 67- 68].
وقال قادة اليهود: إن هدفنا عظيم ومقدس، ونجاحه مؤكد، فالكاثوليكية عدونا الدائم، مطروحة أرضا، وإصابة زعامتها مميتة، والشبكة التي ألقاها اليهود على الأرض تتسع وتنتشر يوميا.
ولقد حان وقت جعل بيت المقدس مكان عبادة لكل الأمم والشعوب، وسترتفع راية التوحيد اليهودي خفاقة في أكثر الشواطئ بعدا.
فلننتفع من كل الظروف، قدرتنا عظيمة، فتعلموا استخدامها من أجل هدفنا. مم تخافون؟ اليوم الذي يمتلك فيه أبناء إسرائيل كل ثروات العالم وموارده ليس ببعيد!!
[حكومة العالم الخفية، صـ169 بتصرف، وانظر بتوسع: مكايد اليهودية، صـ218- 236].
هذا، ولما اكتشف (لينكولن) مؤامراتهم، وراقب خططهم، قرروا اغتياله، وتم بالفعل، فكانت وفاة (لينكولن) كارثة للعالم المسيحي، ولم يكن في الولايات المتحدة من يحل محله، وطفق اليهود مجددا ينصبون الشراك لثروات العالم، بإتقانهم الصنعة وحيلهم البارعة حتى يسيطروا سيطرة تامة على ثروات أمريكا الهائلة، ويستخدموها لإفساد الحضارة الحديثة، فاليهود لن يترددوا في إغراق كل العالم المسيحي في حروب وفوضى، حتى تصبح الأرض إرثا لإسرائيل.
[المرجع السابق، صـ181- 182 بتصرف].
وقد قامت الحرب الأهلية في أمريكا بتدبير من اليهود ومؤامراتهم، ومقتل (أبراهام لينكولن)، بطل الولايات المتحدة وقديسها القوى، إنما رتبته اليد الخفية- كما علمت- والتي قتلت ستة من الرومانوفيين وعشرة ملوك وعددا من الوزراء، أدمي مقتلهم قلوب شعوبهم ويجب على الأمة الأمريكية ألا تنس هذا، إذا أرادت عن صدق أن تمنع حربا أهلية جديدة وحربا عالمية أخرى تكونان أكثر مصيبة وأعظم خطرا عليها، لم تدخل (أمريكا) الحرب في 1917م إلا لأن اليهود رغبوا في صنع (دميتهم) (عصبة الأمم) والحصول على فلسطين، وقد تم هذا ضد رغبة المسيح الذي حذر بأن (منزلكم اليهودي سيبقى مهجورا) ولما كانت انكلترا على وشك أن تخسر الحرب قدم لها اليهود مساعدة أمريكا بشرط أن تهبهم فلسطين، وأجبرت انكلترا على الموافقة..... وبفضل اليهود تحدت أمريكا أوامر المسيح.
[المرجع السابق، صـ182- 185 بتصرف].
لقد اتهم اللورد أكتون (اليد الخفية) بقوله: إنهم ضحوا بالحرية ولم يحققوا المساواة، استبدلوا حكم الملك بحكم الجمعية المطلق، ولكن الجمعية نفسها رهن إشارة الإمبراطور اليهودي السري، ولم يكن الهجوم على الكنيسة خطأ فاضحا لا حاجة له، وإنما كان هدفا أساسيا لكل ثورة، فالثورة إحدى وسائل اليهود لتحطيم العالم المسيحي.
[حكومة العالم الخفية، صـ82].
وقال (روبسبير) كلمة كلفته حياته، حيث قال: إن الثورة الفرنسية ككل الثورات نظمها (روتشيلد) ومولها ليقتل المسيحيين ويسلبهم ويحتفظ بكل ممالكهم.
[المرجع السابق، صـ86].
وإن اليد الخفية التي أضرمت النيران في فرنسا تفعل الآن الشيء ذاته في الولايات المتحدة متبعة الطريقة ذاتها بتهجير اليهود إليها، لقد دفع (أمشيل) بالآلاف إلى باريس مثل ما يدفع البلاشفة اليهود يوميا إلى الولايات المتحدة الآن، تحت ستار أنهم فرنسيون أو بروسيون أو بولنديون أو إيرلنديون، ويشجعهم الرعاع الأغبياء الجشعون الذين لا يفهمون، وليس عندهم ما يفقدون، وعندما تغرق الولايات المتحدة في الدماء ساعتها ربما ظهر (روبسبير) أمريكي، فيكتشف أن كل الثورات من صنع اليهود.
[المرجع السابق، صـ87- 88 بتصرف].
أقول: وهل كانت أحداث 11 سبتمبر.. بعيدة عن يد اليهود الخفية؟!!
يقول شيريب سبيريد وفيتش في كتابه (حكومة العالم الخفية)- بعد أن ذكر كثيرا من أقوال الكتاب والمؤرخين والزعماء: وبعد كل هذه البراهين أعتقد أنني كشفت النقاب عن هذا العبقري والممول، إنه (أمشيل روتشيلد) الذي استخدم ثروة (هيسي- كاسيل) الضخمة لتدمير العالم المسيحي، تماما كما يفعل البلاشفة اليهود، باستعمال كل مال يجدونه في تحطيم روسيا، ثم تفجير أمريكا والعالم المسيحي كله، فحتى اليهودي (غومبيرز) يؤكد أن أصحاب البنوك اليهود يساعدون (البلشفية) بملايين الدولارات.
[المرجع السابق، صـ90، وانظر بتوسع: مكايد يهودية، صـ 373- 405].
هذا... وفي الختام نذكر بحقيقة قرآنية تصور لنا علاقة اليهود بالنصارى، فيحكي القرآن الكريم لنا قصة أصحاب الأخدود، التي تصور لنا جريمة من أكبر جرائم اليهود وأبشعها ضد النصارى، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من النصارى على يد (ذي نواس) حرقا، سنة 524م، فقد روي المؤرخون أن تبع الخامس (ذا نواس) بلغه أن بنجران قوما من النصارى، فسار إليهم بجنوده، ثم دعاهم إلى اليهودية وترك دين (عيسى ابن مريم) وخيرهم بين الدخول في اليهودية أو القتل، فاختاروا القتل على مفارقة دين عيسى عليه السلام فاشتد غضبه، فأمر بخد الأخدود لهم ثم ملأها بالنيران، وأخذ يقذف بهم في نيران الأخدود، فقتل منه بشرا كثيرا بلغوا قريبا من عشرين ألفا، وتصور سورة البروج لنا هذه المأساة {قتل أصحاب الأخدود. النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} وورد في السنة الصحيحة ذكر أمرهم في صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه.
[الحديث طويل ومذكور في صحيح مسلم بشرح النووي، ج6، الجزء الثامن عشر، كتاب الفتن، باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام، صـ 130- 133، مكتبة الغزالي، مؤسسة مناهل العرفان، والحديث رقمه (3005) والآيات سورة البروج: 4- 7].
وبهذه النقول التي نقلناها عن الأناجيل وغيرها، التي تصور المعتقد الديني عن علاقة الشعب اليهودي وجماعات إسرائيل بالسيد المسيح، وكيف كانت مقدمات النهاية بالرفض والسخط ثم التمرد والثورة على أسلوب الدعوة ومنهجها وأدواتها. حتى كانت هذه النهاية التي تشكل ملامح العقيدة الدينية لمسيحي العالم على اختلاف مذاهبهم وأوضاع تدمغ الوجود اليهودي والتاريخ اليهودي بكل غرائز القتل والتآمر والوشاية والرفض لقضايا العدل والحب والإخاء التي كانت تموت دائما وأبدا في بيئات إسرائيل ومناخهم قبل أن ترى النور.
وقول المسيح: (الويل لي إن لم أبشر) كانت توضح دائما وأبدا العراقيل والتحديات، حتى لا تنتشر دعوة الحق والحياة على يد السيد المسيح.
[انظر (موجز الكمال المسيحي) للأب جيوفاني روس، صادر عن المعهد الفرنسيسكاني الشرقي بالجيزة، القاهرة عام1968م، صـ274].
ولقد كانت النيات المبيتة بالغدر والخداع والوشاية في قلب المجتمع الإسرائيلي سببا مباشرا وأصيلا في أن تنتزع من البقية الباقية من جماعات إسرائيل منذ عصر السيد المسيح كل معاني الرجاء في خير أو إصلاح أو عافية أو سلام، لتوجه كل معاني الخير ومشاعر الأمل والرجاء في قوم يعملون الحق ويغرسون الكرم ويعطون الثمار، كما عبر عنهم السيد المسيح حين كان يواجه الجمع المنافق من جماعات إسرائيل، وحدثهم بما سيحل بجماعات إسرائيل لماهم عليه من الطبع الملتوي والخلق النهاز، حيث آثر عدم الإفصاح والتعبير بالرمز عن طبيعة النهاية التي ستحل بجماعات إسرائيل من حرب وكساد وبوار وسوء مصير.
لقد كانت الظروف العامة المحيطة بنهاية السيد المسيح هي التأكيد والتدليل لكل المعاني التي ضرب بها السيد المسيح المثل حيث أدرك أنه لا أمل في توجيه القوم أو خلق معاني الخير أو تحريكها أو إشاعتها في قلوبهم، فقال لهم في شبه تصريح رسمي، لم يلجأ فيه إلى الإفصاح تماما والتفصيل، وإنما آثر هذا الأسلوب الذي استشهد به كتعبير عن بداية النهاية الدينية والاجتماعية لكل خلق وكيان ومقومات جماعات إسرائيل منذ هذا الحديث الذي ساقه إليهم المعلم العظيم، ومنذ هذا الحديث وهو شبه إعلان رسمي من جانبه- عليه السلام- بينه وبين محدثيه من جماعات إسرائيل واليهود وإقرارهم بما ضرب لهم به المثل الذي يؤكد نهاية وجودهم أو احتمال الخير والسلام بين صفوفهم.
أصبح من غير المعقول في دعوى الدين اليهودي فضلا عن زيف السياسة أن يصبح في القوم من يلوك بعد ذلك دعوى الوهم الذي يستبقى في القوم بقية من دين أو اجتماع أمة أو نظام حياة، فإن مكونات العقيدة الدينية المسيحية تقف على ضوء آيات الأناجيل في موقف رفض كامل لكل دعوى الدين أو الجنس المدعاة في تاريخ جماعات إسرائيل، ولقد تحددت معالم الرفض المسيحي لكل الوجود الإسرائيلي بما يمثله من خلق أو دين قبل المرحلة التي تقص عنها آيات الأناجيل جحود القوم ومطاردتهم للسيد المسيح حين قال لهم- فيما يرويه (متى) في الإصحاح الحادي والعشرين:..... كان إنسان رب بيت غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة، وبني برجا، وسلمه إلى كرامين وسافر ولما قرب وقت الإثمار، أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذوا أثماره، فأخذ الكرامون عبيده، وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا، ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين ففعلوا بهم كذلك، فأخيرا أرسل ابنه إليهم قائلا: يهابون ابني، وأما الكرامون، فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم: هذا هو الوارث، هلموا نقتله ونأخذ ميراثه، فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه، فمتى جاء صاحب الكرم، ماذا يفعل بأولئك الكرامين، قالوا له: أولئك الأردياء يهلكهم هلاكا رديا، ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين ويعطونه الأثمار في أوقاتها، قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب، الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب، كان هذا، وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره.
[إنجيل متى، إصحاح، 21 (33- 44)].
وبهذه الآيات المعجزة التي ساقها السيد المسيح في تقرير نهائي، وضع به الختام والنهاية لأسطورة الدعوى التي تلوك وتجتر الحديث المتعلق بالشعب الإسرائيلي المدعى الأبوة لسلالة الأنبياء، والمتصور في إثم أنه يعبر عن القداسة الدينية، هذه الدعاوي العنصرية التي يزيفها التاريخ الإسرائيلي ضد الشعوب والأمم ويمثلها القوم الإسرائيليون كأسلوب حياة في محاولات لاستبقاء وهم التشدق بالأفضلية والامتياز أو الاختيار والاصطفاء، فإن المرحلة الخطيرة من عمر الوجود الإسرائيلي وهي المرحلة التي حاول فيها السيد المسيح أن يؤصل ويخلق معا معاني الخير في قلوب الذين سرقوا الحق وقتلوا أصحابه، على حد ما ترمز إليه عبارات الأناجيل فرفضوا الدعوة وصاحبها، فكانت هذه البشارة الإنجيلية بهذا التقرير الذي يجرد من جماعات إسرائيل حتى إمكانية اجترار الادعاء المتعلق بالرسالة الدينية ووحي السماء، هذه المعاني التي كانوا يدعون تداولها في غير ما ارتباط بها أو إخلاص لها.
[التاريخ اليهودي العام، صـ 361- 363، بتصرف].